البون شاسع بين جنة الخلد التي وعد المتقون

"جنة الخلد التي وعد المتقون كانت
لهم جزاء ومصيرا‏,‏ لهم فيها مايشاءون
خالدين كان علي ربك وعدا مسئولا"
( الفرقان 15 ـ16)



وبين عذاب الخلد في نار جهنم

"ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد
هل تجزون الا بما كنتم تكسبون"
(يونس: 52).

فالانسان هو الذي يحدد بنفسه لنفسه
إما جنة الخلد
وإما عذاب الخلد ولا ثالث لهما
والذين ظلموا واستحقوا بظلمهم عذاب الحريق
لم يظلمهم ربهم وإنما هو ظلموا أنفسهم

"فما كان الله ليظلمهم
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
(الروم: 9)

ظنوا أنهم مانعتهم أموالهم أو ثقافتهم
أو نفوذهم أو شهرتهم من الله..
ولكن خابت ظنونهم وعميت عليهم ثقافتهم
وباءوا بسخط من الله

"لبئس ماقدمت لهم أنفسهم
أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون"
(المائدة: 80).

هم لايحبون أن يذكرهم أحد بالآخرة
وبالحساب والجزاء
وهم يقابلون ذلك بالسخرية
ممن يحاول تذكيرهم ومما يذكرهم به..
غرتهم الحياة الدنيا
وغرتهم حظوظهم فيها وانشغلوا بها
عما وراءها وعما سواها

"وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا
ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا"
(الأنعام70).

فرق كبير بين جنة الخلد وبين عذاب الخلد..
في جنة الخلد
يخلد الانسان فيما يحب ويحصل أهلها
علي كل مايشتهون..
دون حدود ودون قيود بل ينالون
كل مايشتهون دون سعي ودون انتظار

"ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم
ولكم فيها ماتدعون"
(فصلت31)

وفي سورة الأنبياء
"وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون"
(الأنبياء102)

"وهم لايتكبدون أي مشقة يطاف
عليهم بصحاف من ذهب واكواب
وفيها ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين
وأنتم فيها خالدون"
(الزخرف71).

أين هذا التكريم من الخزي والمهانة
التي يستشعرها أهل النار
وهم مقيدون بالسلاسل والاغلال

"الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا
به رسلنا فسوف يعلمون, إذ الاغلال
في أعناقهم والسلاسل يسحبون
في الحميم ثم في النار يسجرون"
(غافر70 ـ72)

وهم يحاولون الخروج منها
فيردون اليها صاغرين أذلاء مدحورين

"كلما ارادوا أن يخرجوا منها
من غم اعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق"
(الحج22)

وحين يطلبون الماء يغاثوا بسائل كالزيت المغلي

"وان يستغيثوا بماء كالمهل يشوي
الوجود بئس الشراب وساءت مرتفقا"
(الكهف29)

بئس ذلك الشراب وبئس جهنم منزلا.
لست أدري ما الذي يدفعهم دفعا لهذا المصير
البائس في حين أن في استطاعتهم لو أرادوا
أن يدخلوا الجنة وينعموا بما فيها
من ملذات لاتنتهي ولا تتوقف
ولو أنهم عقلوا لما ارتضوا
لأنفسهم عذاب الخلد وهم يعلمون..
كل ماهو مطلوب منهم
أن يتوبوا الي الله
ويستغفروا لذنوبهم
ويعملوا صالحا..
هل هذا كثير؟!.